السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت سابقا ولله الحمد أواظب على صلاة الفجر، وحمدت الله على هذا الفضل العظيم الذي أكرمني به.
ولكن منذ بداية فصل الشتاء وأنا لا أعرف ماذا حدث لي، فعندما توقظني والدتي أو إحدى زميلاتي بالهاتف لصلاة الفجر فإنني أقوم وأغلق الهاتف وأنام، رغم أنه يكون بجواري.
علما أنني كنت سابقا أستيقظ دون أي شيء، حتى في البرد الشديد، وأشعر أن عدم قيامي للصلاة يؤرق مضجعي، وله في نفسي أثر سيء.
فما هو الذنب الذي فعلته لكي يعاقبني الله بحرماني من هذه الطاعة العظيمة؟ وهل يوجد ذنب معين يمكن أن يؤدي إلى حدوث ذلك؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ seham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، ،
فإن حزنك على فوات صلاة الفجر دليل على أنك على خير، ونسأل الله لك السداد والثبات حتى الممات، وقد أسعدني هذه الطريقة في التفكير، وهي مما كان عليه سلف الأمة الأبرار، حتى قالوا لسلمان الداراني رحمه الله: (لماذا كان السلف يسكتون عن الإساءة ولا يردون على المسيء؟ فقال: لأنهم كانوا يشتغلون بالاستغفار من الذنب الذي سُلط الأشقياء عليهم بسببه).
وهذا أيضاً منهج القرآن الذي رد على من قالوا يوم أحد (أني هذا)، فقال سبحانه: {قل هو من عند أنفسكم}، وكانوا يشعرون بآثار الذنوب، حتى قال قائلهم: (والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي).
وكان فيهم من يقول: (أصبت ذنباً فحرمت قيام الليل)، وقال بعضهم: (نظرت إلى امرأة فقال لي شيخي: لتجدن عبّها ولو بعد حين، فنسيت القرآن بعد أربعين سنة)، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (كنا نتحدث أن الخطيئة تُنسي العلم).
ولا شك أننا مطالبون جميعاً بالإكثار من الاستغفار والتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها، والإنسان المسلم لا ينظر إلى صغر الخطيئة ولكنه ينظر إلى عظمة من يعصيه، ومما ننصحك به ما يلي:
1- اللجوء إلى الله فإنه الموفق لكل خير.
2 الحرص على النوم المبكر مع المحافظة على أذكار وآداب النوم.
3- التخفيف من الطعام، والتقليل من الدسم.
4- النوم على الجانب الأيمن ووضع اليد تحت الرأس، لأن النومة بهذه الطريقة لا تكون عميقة وطويلة.
5- الصدق في النية عند النوم.
6- اتخاذ أكثر من وسيلة كالهاتف والوالدة والصديقات.
7- وضع المنبه في مكان بعيد لا تصله يدك بسهولة وأنت في مضجعك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأختم بها كلماتي، وأرجو أن أسمع عنك كل خير، وأريد أن أبشرك بالخير إن صدقت مع الله، فإن من توفيق الله أن يعرف الإنسان أهمية المحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأرجو أن تحرصي على بر والديك وصلة أرحامك، واعلمي أن كل طاعة تجر إلى أختها، فالحسنات آخذة برقاب بعضها وكذلك السيئات.
وأكرر سعادتي بمشاعرك التي تدل على حرصك وأرجو أن تتوبي إلى الله توبة نصوحاً من كل الذنوب التي تعرفينها والتي لا تتذكرينها.
ونسأل الله التوفيق والسداد.
الكاتب: د. أحمد الفرجابي
المصدر: موقع إسلام ويب